المفرمة ..!

كان مفهومي عن الحياه مقتصراَ علـى .. عائلتي مدرستي أصحابي ..

لم أكن أعرف ما تخبئه لي الحياة في طياتها  .. كانت طياتها عميقة، معقدة، ربما كانت صفحة من يومياتها تحمل أكثر من طية .!

كان مفهومي عن الحياة مقتصراً على ما ذكرته، ومركَزاً على الدراسة، كنت أستلِذ بحكاوي الكِبار عن الحياة، لم أعي ما قالوا إلا قبل، قبل، قبل، لا أعلم متى لكنني تفاجأت بما علمت ..

علمت ما السبب ..! البراءة .. البراءة جردتنا حتى النضوج من معرفة المفرمة التي سنقدم عليها .. مفرمة الحياة .. إما أن تطحن مع المطحونين، و إما أن تتوقف وتتفرج على المطحونين .. ولكن لن تتقدم في المفرمة فستبقى في الأعلى في فمها ... في فم المفرمة .. والناجح ......... من فُرم ..

تجربتي عن العمل كانت قصيرة جـداً ومهمة جداً.. وسألحقها بتجربة أخرى فالمفرمة تحتاج ذلك  ..

العزوبة .. وساعات العمل الطوال  .. والكد في العمل .. ومسح عرق جبينك .. وموظف آخر يكيد ويحقد عليك ..

تلك تجربة بسيطة جداً لا تقاس بالمفرمة ...

فـ أنا ما زلـت في فم المفرمة ............